..:: موقع طلبة وخريجي تربية رياضية جامعة بورسعيد ::..
ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... 20zv3bl
..:: موقع طلبة وخريجي تربية رياضية جامعة بورسعيد ::..
ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... 20zv3bl


ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) .......

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوع
كابتن سعيد


كابتن سعيد


ذكر
عدد المشاركات :
2174

سجل فى يوم :
04/04/2009

العــــمـــــــر :
34

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
2396
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالجمعة 18 ديسمبر - 22:06

فى البدايه انا احترت انزل التوبيك فين وبما انه هيبقى متعدد الصفحات فنزلته فى قسم القصص وبما ان هيبقى قصص لناس عظماء فنزلتها هنا .
وعشان بحب قصص المخابرات والقصص بتاعت الناس العظماء الى خدمت مصر وخدمت الانسانيه فهنزلها هنا ويااااارب تعجبكو ونبدأ بالقصه الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم
((مصري واحد إستطاع صفع إسرائيل طيله 18 عاما كامله..أسطــوره المخابرات, copied for enjoyment))

أسطــوره المخابرات


رجل عاش لمدة 20 عاما غريبا فى دوله غريبه , عمل فى أخطر مهنه فى التاريخ , ليس من أجل المال , ولا لأجل السلطه أو النفوذ , بل عمل كى نحيا أنا وأنت حياة كريمه ولا يهدد أمننا أو سلامتنا أحد , حصل على معلومات مازال العديد منها طى الكتمان حتى لحظه هذة السطور وما أسدل الستار عنه - رغم قلته - أثار دهشه العدو قبل الصديق , رجل لم يهاب الموت , طيله عشرون عاما قضاها حاملا روحه على كفه مغامرا فى بحر الظلمات لا يخشى سوى الله شيئا .

إنه "رفعت على سليمان الجمال" أو الإسم الذى عرفه به ألاف الجماهير


"رأفت الهجان" .


ستلاحظ فى جميع فصول قصه "رأفت الهجان" أن الأقدار تدفعه منذ اللحظه الأولى , وتعدة منذ نعومه أظافرة ليصبح أشهر جاسوس مصرى تم زرعه فى قلب الكيان الإسرائيلى , جاسوس إستطاع الحصول على أهم المعلومات وأكثرها سريه ومن مصادرها الشخصيه ليصبح الأكفأ والأجدر وواحدا من أعلام عالم المخابرات السريه فى العالم أجمع .




وقد يدهش البعض إن علم أن أشهر جاسوس هذا ولد فى مدينه "دمياط" فى "جمهوريه مصر العربيه" فى 1 - 7 - 1927 وكان والدة يعمل كتاجر فحم بالجمله ووالدته ربه منزل من أسرة مرموقه وكانت والدته تجيد اللغتين الإنجليزيه والفرنسيه , وهنا نجد أن القدر قد كتب كلمته منذ اللحظات الأولى فى تربيه "رفعت الجمال" وهو الإسم الحقيقى لـ"رأفت الهجان" ونجد أنه تعلم اللغه الإنجليزيه والفرنسيه فى إحدى المدارس الخاصه , وأجادهما وسيكون ذلك مفيدا له فى حياته التجسسيه وكأنما تعدة أقدارة ليكون جاسوسا منذ تفتحت عيناة على الدنيا .

وبعد ذلك بسنوات وتحديدا فى 1936 توفى "على سليمان الجمال" والد "رفعت الجمال" وأصبح "سامى" الأخ الغير شقيق لـ"رأفت" هو المسئول الوحيد عن المنزل , وكانت مكانه "سامى" الرفيعه , وعمله كمدرس لغه إنجليزيه لأخو الملكه "فريدة" تؤهله ليكون هو المسئول عن المنزل وعن إخوته بعد وفاة والدة , وبعد ذلك إنتقلت الأسرة بالكامل إلى "القاهرة" عاصمه "جمهوريه مصر العربيه , ليبدأ فصل جديد من حياة هذا الرجل الذى عاش فى الظل ومات فى الظل ولم ينتظر الجزاء إلا من الله سبحانه وتعالى ..

وبعد ذلك بدأت مرحله شباب " رأفت الهجان " والتى ستكون حافله بالعديد من المفاجأت المثيرة .




صورة رفعت الجمال فى شبابه شخصيه "رفعت" لم تكن شخصيه مسئوله , كان طالبا مستهترا لا يهتم كثيرا بدراسته , لذا رأى إخوته ضرورة دخوله لمدرسه التجارة المتوسطه ورغم إعتراض "رفعت" على إلحاقه بمثل هذة النوعيه من المدارس إلا أننا نجد أن القدر يرسم - وبحرفيه شديدة - الخطوط العريضه لحياته المستقبليه ففى المدرسه بدأت عيناة تتفتحان على البريطانين وإنبهر بطرق كفاحهم المستميت ضد الزحف النازى , ولأن من يحب شعبا من الشعوب يسعى جاهدا لتعلم كل شىء عنهم , نجد "رفعت" قد تعلم الإنجليزيه بجدارة , ليس هذا فقط بل أيضا تعلم أن يتكلم الإنجليزيه باللكنه البريطانيه وكم سيكون هذا مفيدا له فى المستقبل البعيد .



وكما تعلم "رفعت" الإنجليزيه بلكنه بريطانيه تعلم الفرنسيه بلكنه أهل باريس , وإن كان تعلم البريطانيه إعجابا لشعبها نجدة تعلم الفرنسيه إعجابا بمعلمه فى المدرسه ولم يكن يعلم معلمه فى المدرسه وهو يعلمه كيفيه النطق والتعامل بالغه الفرنسيه , أنه يضع اللبنات الأولى فى تاريخ أشهر جاسوس مصرى .



وكبحار فى بحر الحياة المتلاطمه قضى "رفعت" حياته لا يعرف لنفسه هدفا , فها هو يهفو قلبه إلى عالم السينيما ويتسلل خلسه إلى غرفه الفنان "بشارة وكيم" أثناء أحد الرحلات وينسجم فى تقليد أدوارة حتى ظبطه الفنان الكبير "متلبسا" ونصحه نصيحه الأب لإبنه أن يهتم بدراسته ويعود له بعد الإنتهاء من دراسته عله يجد له دورا فى أحد الأعمال .



ولعل هذا الموقف كان هو الوازع القوى الذى دفع "رفعت" لإكمال دراسته والنجاح فيها حتى يستطيع الحصول على دور - حتى لو كان صغيرا - فى عالم السينيما كما وعدة "بشارة وكيم" , وفى هذة الأثناء وبالأخص فى عام 1943 تزوَّجت شقيقته (نزيهة) من الملازم أوَّل (أحمد شفيق)، وانتقلت الأم إلى (دكرنس)، واستعد (سامي) للزواج من ابنة (محرم فهيم)، رئيس نقابة المحامين - آنذاك - وأصبح من الضروري أن ينتقل (رفعت) مع شقيقه (لبيب)، الذى أصبح محاسباً في بنك (باركليز)، إلى شقة أخرى، استأجرها لهما (سامي)، بالقرب من ميدان (لاظوغلي).



وتأتى نقطه تحول أخرى فى حياة "رفعت" حينما عاد مرة أخرى إلى الفنان "بشارة وكيم " والذى تذكرة وأعطاة أحد الأدوار الصغيرة فى أحد الأفلام ومع ظهورة الأول على شاشه السينيما , تصور "رفعت" - رغم ضأله دورة - أنه أصبح نجما سينيمائيا , وفرض على زملاؤة أن يعاملوة معامله خاصه بناء على وضعه الجديد , وتزايدت فى ذهنه أحلام الثراء والشهرة والمجد .



وبدأت هنا أولى علاقات "رفعت"بعالم الجاسوسيه , بدأت وهو لا يدرى أى شىء , بدأت عندما تعرف على الراقصه ال****يه الشابه "كيتى" والتى تكبرة بعام واحد , ولم يكن يعلم أن هذة الراقصه متورطه فى شبكه جاسوسيه , ولم يكن يعلم أنها ستفر من مصر دون أن يعلم بأمرها أى شخص وأنه بإختفاءها المباغت إختفت من حياته إلى الأبد , إلا أنه دفع ثمن علاقته بها وإنتقاله للعيش معها عندما تفجرت المشكلات العائليه بينه وبين "لبيب" مما جعله يترك "كيتى" ويهجر عالم السينيما ليبحث عن نفسه فى مكان أخر .



ومن السينيما إلى البترول يطير صاحبنا باحثا عن فرصه عمل , حصل عليها بجدارة فى إحدى شركات البترول الأجنبيه على ساحل البحر الأحمر , حصل على الوظيفه بسبب إجادته للغتين الفرنسيه والإنجليزيه , وكان عمله فى منطقه "رأس غارب" على بعد 200 كيلو من القاهرة حيث ترك مشاكله العائليه , ولم يحب العودة لها مرة أخرى , ولعل دهشه رئيسه فى العمل كانت كبيرة عندما قرر نقله إلى القاهرة كترقيه له , ورفضه الشديد العودة لها , وقطع "رفعت" الطريق على صاحب العمل برفضه الترقيه , وتركه للعمل بالكامل ليتقرب إلى أحد رجال الأعمال من الأسكندريه كى يجد له عملا هناك , وبالفعل إنتقل الهجان إلى عروس البحر المتوسط ليبدأ فصل جديد من حياته .



بإنتقاله للأسكندريه نشأت بينه وبين إبنه رجل الأعمال هذا علاقه حب قويه كان طرفاها "رفعت" من ناحيه و "هدى" إبنه رجل الأعمال من طرف أخر ولم يرفض الرجل علاقه الحب التى نشأت بين إبنته و "رفعت" إلا أن القدر قرر التدخل بعنف لقطع هذة العلاقه التى كانت من الممكن أن تغير حياة "رفعت" إلى الأبد , وتفصيل ذلك أن مهمة متابعة، لفرع الشركة في (القاهرة)، تحوَّلت إلى عملية احتيال، من مدير الفرع الخبيث، وانتهت باتهام (رفعت) بالاختلاس والسرقة..


وعلى الرغم من أن رجل الأعمال السكندري كان يدرك أن (رفعت) قد سقط في فخ محكم، إلا أنه اضطر لفصله من وظيفته، تجنباً لإجراء أية تحقيقات رسمية، في نفس الوقت الذي أوصى فيه بتعيينه كمساعد ضابط حسابات، على متن سفينة الشحن (حورس). ومن ثم إنطلق "رفعت" إلى ميناء "ليفربول" فى بريطانيا ولما كان من المفترض أن تبقى السفينة لمدة ليست بالقصيرة في ليفربول فقد بدأ رفعت في أستكشاف المكان وتولت الأقدار أمر تعارفه بـ "جودي موريس" وهي فتاة انجليزية ذكرته كثيرا بـ"كيتى" الراقصه التى كان يعرفها في مصر، غير أن جودي كانت تختلف كثيرا فقد كان والدها شخصية نقابية هامة في انجلترا,ولما أصبحت "حورس" جاهزة للرحيل تمسكت جودي برفعت وطالبته بالبقاء معها لبعض الوقت لكنه لم يكن مستعدا لخسارة وظيفته أو البقاء في انجلترا بطريقة غير مشروعة، غير أن جودي أوضحت له أن كثيرا من البحارة يضطرون إلى إستئصال الزائدة الدودية وبذلك يتخلفون عن اللحاق بسفنهم وينتظرون إلى أن تعود مرة آخرى كما أن والدها يستطيع مساعدته في الحصول على تصريح إقامة ومن ثم أدعى رفعت الألم وأجرى عملية إستئصال الزائدة الدودية وهو لا يشكو حقيقة منها بأي ألم!وعقب تماثله للشفاء التحق بالعمل لدى والد جودي في الميناء بعد أن رتب له الوالد تصريحا بالعمل,وسارت الأمور طبيعية بعض الوقت إلى أن شعر رفعت أن الأمور تتطور في غير صالحه خاصة بعد أن تعلقت جودي به كثيرا وأعلنت صراحة رغبتها في الزواج منه، ولما كان قد أيقن أنها لا تصلح له كزوجه فقد أنتهز أول فرصة حينما عادت "حورس" إلى ليفربول ليودعها عائدا إلى حياة البحر.



ثم عاد "رفعت" إلى مصر وتحديدا فى عام 1950 قبل عامان من إندلاع ثورة 1952 ثم سافر مرو أخرى على متن سفينه شحن إلى باريس ومنها غلى إنجلترا متحججا بمتابعه حالته بعد إجراء عمليه الزائدة الدوديه ثم إستقر فى إنجلترا عاملا بشركه سفريات بإسم "سلتيك تورز" .



وفي هذه المرة أيضاً، ومع النجاح الذي حققه في عمله، كان من الممكن أن يستقر "رفعت" في "لندن"، وأن يحصل على إقامة رسمية بها، بل وأن يصبح من كبار خبراء السياحة فيها، لولا أنه، وأثناء قيامه بعقد صفقة لحساب الشركة في "نيويورك"، تلقَّى عرضاً من صاحب شركة أمريكية، بدا له مناسباً للغاية، فقبله على الفور، ودون تفكير، وقرَّر الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الوقت، دون تأشيرة عمل رسمية، أو بطاقة ضمان اجتماعي خضراء "Green Card"
ولعل هذا أسوأ قرار اتخذه "رفعت" في حياته
فمنذ اتخذ قراره هذا، اضطربت حياة "رفعت" تماماً.


إدارة الهجرة بدأت تطارده، وصاحب العمل تخلّى عنه، وتم وضع اسمه فى القائمة السوداء في "أمريكا"، مما اضطره للهرب إلى "كندا"، ومنها إلى "فرانكفورت" في "ألمانيا"، التي حصل على تأشيرة ترانزيت بها، باعتبارها مجرَّد محطة، للوصول إلى "النمسا".


ولكن عبثه أيضاً صنع له مشكلة ضخمة في "فرانكفورت" و للا سف سرقت منه نقودة و جواز سفرة وفي تلك الفترة بالذات، كان الكثيرون من النازيين السابقين، يسعون للفرار من "ألمانيا"، ويشترون، في سبيل هذا جوازات سفر أجنبية.


ولقد اتهمه القنصل المصري هناك بأنه قد باع جواز سفره، ورفض أن يمنحه وثيقة سفر بدلاً منه، ثم لم تلبث الشرطة الألمانية أن ألقت القبض عليه، وتم سجنه لبعض الوقت، قبل أن يرحل قسراً، على متن أوَّل طائرة، عائداً إلى البلد الذي جاهد للابتعاد عنه, إلى مصر .



مع عودة "رفعت" إلى "مصر"، بدون وظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في "فرانكفورت"، وشكوك حول ما فعله بجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة مؤسفة من اليأس والإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة "السويس"، تتناسب مع إتقانه للغات..



ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق، وأوراق، وهوية..
وهنا، بدأ "رفعت" يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم"على مصطفى"، يحوي صورته، بدلاً من صورة صاحبه الأصلي.. وبهذا الاسم الجديد، عمل "رفعت" في شركة قناة "السويس"، وبدا له وكأن حالة الاستقرار قد بدأت..


ولكن هيهات… لقد قامت ثورة يوليو1952م، وشعر البريطانيون بالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه "رفعت" الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة "السويس"، وحصل من ذلك المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى "تشارلز دينون".


والمدهش أن "رفعت" قد قضى بعض الوقت، في أحد الفنادق الدولية الكبرى، منتحلاً شخصية "دينون"، دون أن ينكشف أمره لحظة واحدة، أو يُدرك مخلوق واحد، ممن يتعامل معهم يومياً، أنه ليس صحفياً، بل وليس حتى سويسرياً، بل مجرَّد شاب مصري، يحمل شيكات سياحية، قيمتها اثنا عشر ألف دولار أمريكي، هى نتاج عمله في شركة "سلتيك تورز" البريطانية، مما يثبت مدى براعته، وقدرته المدهشة على إقناع وخداع كل من حوله، وتمكُّنه المدهش من اللغات ولكناتها أيضاً.


وبسبب بعض المتغيرات السياسية، في عام1953م، بدأت عملية مراجعة لأوراق الأجانب في "مصر"، مما اضطر "رفعت" إلى إنهاء إقامته في ذلك الفندق الدولي، الذى لم يُسدِّد فاتورته على الأرجح؛ لأنه قرَّر أن يغيِّر هويته مرة أخرى، وحصل بالفعل على جواز سفر جديد، باسم البريطانى "دانيال كادويل"وبأسلوب إيقاف السيارات (الأوتوستوب)، اتجه "رفعت" نحو حدود "ليبيا"، وقد وقر في نفسه أنه لم يعد أمامه سوى أن يغادر "مصر" كلها.ولقد سار كل شيء على ما يرام، حتى بلغ نقطة الحدود نفسها، وقدَّم للضابط البريطاني عندها جواز سفره البريطاني، بمنتهى الثقة والبساطة، وهو يتحدَّث معه بلكنة بريطانية صرفة..


ولكن الأمور لم تكن تسير لصالحه هذه المرة..


ففي ذلك الحين، كان الكثيرون من الجنود البريطانيين يفرون من وحداتهم في "الإسكندريه"، ويحاولون عبور الحدود إلى (ليبيا)، كما كان العشرات من ال**** يسعون لتهريب أموالهم، عبر الحدود نفسها، مما جعل الضابط البريطاني يطالبه بإفراغ كل ما تحويه جيوبه أمامه، فلم يتردَّد "رفعت" لحظة واحدة، وبدا شديد الهدوء والثقة، وهو يفرغ جيوبه أمام البريطاني، الذي التقط الشيكات السياحية، وفحصها في اهتمام بالغ، قبل أن يسأله عما يعنيه كون الشيكات محرَّرة لاسم "رفعت الجمال"، في حين أن جواز السفر يحمل اسم"دانيال كالدويل" وهنا، ارتكب (رفعت) أكبر حماقة في حياته، عندما قال: إنه سيوقَّع تلك الشيكات باسم (رفعت الجمَّال)، مما اعتبره البريطاني بادرة شك، فألقى القبض عليه، وأعاده إلى (القاهرة) مع تقرير يشير إلى أنه لا يبدو مصرياً، أو حتى بريطانياً، وأنه على الأرجح "دافيد أرنستون" آخر..و"دافيد أرنستون" هذا ضابط يهودي، كان مستشاراً للقائد التركي "جمال باشا" في "دمشق" يوماً ما، ضمن شبكة تجسُّس يهودية، انتشر أفرادها في الإمبراطورية العثمانية..


ولكن سلطات التحقيق في "مصر" لم تكن لديها خلفية تاريخية مناسبة، لتستوعب هذا الأمر، لذا فقد اتهمت "رفعت" بأنه يهودي، يحمل اسم "دافيد أرنستون"، وجواز سفر باسم "دانيال كالدويل"، وشيكات سياحية باسم "رفعت الجمال"، ولقد زاد هو الطين بلة -حسبما قال في مذكراته- عندما تحدَّث بالعربية، ليثبت التهمة على نفسه، مما جعلهم يرسلونه إلى "القاهرة"، وإلى "مصر الجديدة" بالتحديد؛ لأنها الجهة الوحيدة، التي عثروا فيها على اسم "رفعت الجمَّال".


وإنتهى هذا الفصل من حياة "رفعت على سليمان الجمال" ليبدأ الفصل الأكثر أهميه وحيويه فى حياة الجاسوس الأشهر .



لعل الجميع إنتظر أن يقرأ كيف إلتحق "رفعت" بعالم الجاسوسيه الغامض , ومن أجل إيفاء هذة الجزئيه حقها يجب أن نعلم فى البدايه أن جهاز المخابرات فى هذا الوقت كان فى أولى تجاربه وبداياته , لأن وضع مصر السياسى بالكامل كان متغيرا بعد أن إستطاع "الظباط الأحرار" إقتلاع الملك من مصر , وبدايه التفاوض حول وضع الإنجليز , وكانت المخابرات تعرف أنذاك بـ"البوليس السياسى" ثم مالبثت أن تحولت إلى "المخابرات المصريه" بعد ذلك .



ويمكن القول أن أحد أعضاء البوليس السياسى وإسمه "حسن حسنى" قد قابل "رفعت" فى حجزة فى "مصر الجديدة" وطلب منه بكل صراحه أن يعمل كجاسوس , ليس فى قلب إسرائيل , إنما أن يعمل كجاسوس على ال**** فى مصر والذين كانو - فى هذا الوقت - يعملون على تهريب أموالهم خارج مصر خاصه بعد حدوث الثورة , خوفا من النظام العسكرى الجديد , وكانت الدوله تعطيهم حد أقصى لتحويل الأموال , وكان ذلك لا يكفيهم , فإضطروا إلى محاوله تهريب كميات أكبر من الأموال خارج "مصر" بطرق غير مشروعه .



وكان الهدف من تجنيد "رفعت" فى البدايه هو التجسس على ال**** فى مصر لمعرفه كيف يتم تهريب أموالهم خارج البلاد؟ , ومن يقوم بذلك ؟ ولم يدر فى حسبان "رفعت" أو حتى ظابط المخابرات "حسن حسنى" أنه سيتم تحويل العمليه بالكامل بعد ذلك ليصبح "رفعت" هو أشهر جاسوس مصرى عمل فى قلب إسرائيل .

وكان "رفعت" بمثابه الصيد الثمين بالنسبه لـ"حسن حسنى" ظابط المخابرات المصرى , فبالنسبه له "رفعت" هو المصرى الوحيد الذى عاش كإنجليزى وفرنسى ويهودى دون أن يشك فيه أحد , ومثله لديه موهبه فى تقمص الشخصيات وكان عليه ألا يضيعها .


أما بالنسبه لـ"رفعت" فيقول فى مذكراته عن هذة المرحله فى حياته :


" وبعد أن قضيت زمناً طويلاً وحدي مع أكاذيبي، أجدني مسروراً الآن إذ أبوح بالحقيقة إلى شخص ما. وهكذا شرعت أحكي لـ"حسن حسنى" كل شيء عني منذ البداية. كيف قابلت كثيرين من ال**** في ستوديوهات السينما، وكيف تمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن أصبح ممثلاً. وحكيت له عن الفترة التي قضيتها في "إنجلترا" و"فرنسا" و"أمريكا"، ثم أخيراً في "مصر". بسطت له كل شيء في صدق. إنني مجرد مهرج، ومشخصاتي عاش في التظاهر ومثل كل الأدوار التي دفعته إليها الضرورة ليبلغ ما يريد في حياته.
بعد أن فرغت من كلامي اتسعت ابتسامة"حسن حسنى" أكثر مما كانت وقال لي:
- "رفعت"، أنت إنسان مذهل. لقدد اكتسبت في سنوات قليلة خبرة أكبر بكثير مما اكتسبه شيوخ على مدى حياتهم. أنت بالضبط الشخص الذي أبحث عنه. يمكن أن نستفيد منك استفادة حقيقية"

ونقتبس من مذكرات "رفعت" أيضا كيف تم تدريبه فى المخابرات ؟ وعلى أى شىء تم تدريبه , فنجدة يقول :

" وبدأت فترة تدريب مكثف. شرحوا لي أهداف الثورة وفروع علم الاقتصاد، وتعلمت سر نجاح الشركات متعددة القوميات، وأساليب إخفاء الحقائق بالنسبة لمستحقات الضرائب، ووسائل تهريب الأموال، وتعلمت بالإضافة إلى ذلك عادات ال**** وسلوكياتهم. وتلقيت دروساً مكثفة في اللغة العبرية كما تعلمت تاريخ ال**** في مصر وأصول ديانتهم. وعرفت كيف أمايز بين ال**** الإشكانز والسفارد والشازيد. وحفظت عن ظهر قلب الشعائر ال****ية وعطلاتهم الدينية حتى أنني كنت أرددها وأنا نائم. وتدربت أيضاً على كيفية البقاء على قيد الحياة معتمداً على الطبيعة في حالة إذا ما اضطرتني الظروف إلى الاختفاء فترة من الزمن. وتدربت بعد هذا على جميع عادات الشرطة السرية للعمل بنجاح متخفياً. وأخيراً تقمصت شخصيتي الجديدة. وأصبحت منذ ذلك التاريخ "جاك بيتون" المولود في 23أغسطس عام1919 في المنصورة، من أب فرنسي وأم إيطالية. وأن أسرتي تعيش الآن في "فرنسا" بعد رحيلها عن مصر، وهي أسرة كانت لها مكانتها وميسورة الحال. وديانتي هي يهودي إشكنازي. وتسلمت وثائق تحمل اسمي الجديد والتواريخ الجديدة"
هكذا ذكر "رفعت" الأمر، في مذكراته الشخصية.

وفي مذكراته هذه، يكشف لنا (رفعت الجمَّال) جانباً لم يتطرَّق إليه المسلسل التليفزيوني على نحو مباشر أبداً، إذ تباغتنا المفاجأة بأنه قد انضمّ، أثناء وجوده في (الإسكندرية)، إلى الوحدة ال****ية (131)، التي أنشأها الكولونيل ال****ي (إفراهام دار)، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية (أمان)، والتي شرع بعض أفرادها في القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم (فضيحة لافون)، نسبة إلى (إسحق لافون)، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك..
وفي الوحدة (131)، كان (رفعت الجمَّال) زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثل (مارسيل نينو)

و(ماكس بينيت)، و(إيلي كوهين)، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّ منصباً شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في الشقيقة (سوريا)، وغيرهم..

ومذكرات (رفعت)، في هذا الجزء بالذات، تبدو مدهشة بحق، إذ أنها تخالف كل ما قرأناه أو تابعناه، بشأن عملية (سوزانا)، أو (فضيحة لافون)؛ إذ أنها توحي بأن كل شيء كان تحت سيطرة جهاز مكافحة الجاسوسية منذ البداية، وأن (حسن حسني)، ومن بعده (علي غالي)، الذي تولَّى أمر (رفعت)، في مرحلة تالية، كانا يتابعان نشاط الوحدة (131) طوال الوقت، وأن معلومات (رفعت)، التي كان ينتزعها، من قلب الوحدة، كانت سبباً أساسياً في إحباط العملية كلها، وإلقاء القبض على كل المشتركين فيها, أما إذا لم تكن تعرف معلومات عن "عمليه سوزانا" أو "فضيحه لافون" فسيرد ذلك تفصيليا فى "إنجازات رأفت الهجان" فى الصفحه الرئيسيه للموقع .

وحتى ذلك الحين، وكما يقول (رفعت) في مذكراته، كانت مهمته تقتصر على التجسُّس على مجتمع ال**** في (الإسكندرية)، ولكن عقب نجاح عملية الوحدة (131)، تم استدعاؤه إلى (القاهرة)، ليلتقي بضابط حالته الجديد (علي غالي)، الذي واجهه لأوَّل مرة بأنه قد نجح تماماً في مهمته، وأن الخطة ستتطوَّر، لتتم الاستفادة به أكثر، خارج الحدود، خاصة وأن سمعته، كفرد سابق في الوحدة (131)، ستخدع الوكالات ال****ية، وستدفعها للتعامل معه كبطل..
وهنا أيضاً، أعتقد أنه من الأروع أن نقرأ تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة، من مذكرات (رفعت) مباشرة، عندما يقول:
"مرة أخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لم أكن أتصور أنني ما أزال مديناً لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهاز المخابرات. فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكان للاختباء في (إسرائيل)، وإذا قبض عليَّ هناك فسوف يسدل الستار عليَّ نهائياً.
والمعروف أن (إسرائيل) لا تضيع وقتاً مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم. ولست مشوقاً إلى ذلك. ولكني كنت أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي تقمصته، كما لو كنت أمثل دوراً في السينما، وكنت قد أحببت قيامي بدور (جاك بيتون). أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. وقلت في نفسي أي عرض مسرحي مذهل هذا؟... لقد اعتدت دائماً وبصورة ما أن أكون مغامراً مقامراً، وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرت أمري في إطار هذه الأفكار، وتبين لي أن لا خيار أمامي. سوف أؤدي أفضل أدوار حياتي لأواجه خيارين في نهاية المطاف: إما أن يقبض عليَّ وأستجوب وأشنق، أو أن أنجح في أداء الدور وأستحق عليه جائزة أوسكار. وكنت مقتنعاً أيضاً بأني أعمل الصواب من أجل مصر وشعبها.
قلت لغالي:
- إذا كنت تعتقد أنني قادر على أداء المههمة فإني لها.
ثم كان السؤال الثاني:
- كيف نبدأ من هنا؟
- سوف يجري تدريبك على العمل على الساحة الدولية. كل ما تتعلمه يجب أن يسري في دمك. هذا هو سر اللعبة. أنت مخرج عرضك المسرحي، وإما أن تنجح فيه بصورة كاملة، أو تواجه الهلاك.
تصافحنا علامة الموافقة وبدأت جولة تدريب مكثف. ودرست تاريخ ال**** الأوروبيين والصهيونية وموجات الهجرة إلى فلسطين. تعلمت كل شيء عن الأحزاب السياسية في (إسرائيل) والنقابات و(الهستدروت) أو اتحاد العمال، والاقتصاد والجغرافيا والطوبوغرافيا وتركيب (إسرائيل). وأصبحت خبيراً بأبرز شخصيات (إسرائيل) في السياسة والجيش والاقتصاد عن طريق دراسة أفلام نشرات الأخبار الأسبوعية. وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر، والتصوير بآلات تصوير دقيقة جداً، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة. وانصب اهتمام كبير على تعلم الديانة الموسوية واللغة العبرية. واعتدت أن أستمع كل يوم ولمدة ساعات إلى راديو إسرائيل. بل وعمدت إلى تعميق لهجتي المصرية في نطق العبرية لأنني في نهاية الأمر مولود في مصر بعد التدريب تحددت لي مهنة. تقرر أن أكون وكيل مكتب سفريات حيث إن هذا سيسمح لي بالدخول إلى (إسرائيل) والخروج منها بسهولة، وتقرر أن أؤدي اللعبة لأطول مدة ممكنة. لم يكن ثمة حد زمني، وكان لي الخيار بأن أترك الأمر كله إذا سارت الأمور في طريق خطر. وسوف نرى إلى أين تمضي بنا الأمور. وقيل لي إنني أستطيع بعد ذلك العودة إلى (مصر) وأستعيد شخصيتي الحقيقية. وتسلمت مبلغ 3000 دولار أمريكي لأبدأ عملي وحياتي في (إسرائيل). وفي يونيو1956 استقللت سفينة متجهة إلى (نابولي) قاصداً في الأصل أرض الميعاد. ودعت (مصر) دون أن أدري ما سوف يأتي به المستقبل"

وهكذا إنتهى هذا الفصل من حياة "رفعت الجمال" وإنجازات "رفعت" التى حققها مذهله بحق , لذا لم يكن من الممكن كتابتها هنا , إنما وضعناها فى قسم مستقل بذاتها , لتعلم أن 20 عاما من حياة هذا الرجل قضاها فى جمع المعلومات بطريقه أذهلت العدو قبل الصديق .

عمال رأفت الهجان متشابكه للغايه , ومن الصعب فصلها عن بعضها البعض , ذلك لأنه عاش طيله عشرون عاما فى قلب العدو , وعاصر كل المتغيرات السيايسه والعسكريه فى المنطقه , لذا كان عليه أن يكون حذرا ويقظا , ذلك لأنه ساهم فى إسقاط العديد من شبكات التجسس الأخرى فى مصر والعالم العربى , كما ساهم فى تزويد مصر بالعديد والعديد من المعلومات التى ساعدتها فى مواجهاتها العسكريه مع إسرائيل .

ويمكن تلخيص إنجازات "رفعت الجمال" فى الأتى :

*
تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثى على مصر قبله بفترة مناسبه إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد .

*
تزويد مصر بميعاد الهجوم عليها فى 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجد لوجود معلومات أخرى تشير لأن الهجوم سيكون منصبا على سوريا .

*
إيلى كوهين بعد إعدامهالإيقاع بأخطر جاسوس إسرائيلى فى سوريا , وإسمه الحقيقى "إيلى كوهين" وعرف فى سوريا بإسم "كامل أمين ثابت"عندما أبلغ المخابرات المصرية، أن صورة (كامل أمين ثابت)، التي نشرتها الصحف، المصرية والسورية، إنما هي لزميله السابق، الإسرائيلي "إيلى كوهين"

*
إبلاغ(مصر) باعتزام (إسرائيل) إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه (علي غالي) في (ميلانو)

*
الإيقاع بشبكه "لافون" التى قامت بعمل تفجيرات فى مصالح أمريكيه فى مصر , لإفساد العلاقات المصريه الأمريكيه فيما عرف أثناءها بإسم "فضيحه لافون" نسبه إلى قائدها .

ويمكن القول أن "رفعت على سليمان الجمال" لم يكتفى بتزويد مصر بمعلومات عن النكسه والعدوان الثلاثى , إنما زود مصر بالعديد من المعلومات التى ساعدت مصر على الإنتصار فى حرب أكتوبر , والعجيب فى الأمر أنه لم يصرح بهذة المعلومات فى مذكراته الشخصيه قط على عكس باقى المعلومات , كما أن "مصر" لم تعلن أى معلومات عن هذا الأمر مما يضع هذة المعلومات فى خانه السريه القصوى , وأن هذة المعلومات لا يمكن التصريح بها - من فرط خطورتها - حتى لحظه كتابه هذة السطور , وبالتأكيد هذا ما أدركه "رفعت" وحرص عليه .

يكفى أن نعلم أن "رفعت الجمال" كانت له علاقه صداقه وطيدة بينه وبين "موشى ديان" و "عيزرا وايزمان" و "شواب" و "بن جوريون" مؤسس الدوله ال****يه شخصيا , ومن المستحيل أن يتكرر أن تكون لجاسوس مصرى علاقه صداقه وطيدة بمؤسس الدوله ال****يه .

ولا يمكن أن نحدد ما إذا كان النجاح المبهر الذى حققه "رفعت الجمال" راجعا لعبقريته والفطرة التى فطرها الله عليها , أم أنها ترجع لمهارة رجال المخابرات الذين زرعوة بمنتهى الحرص فى قلب الدوله الصهيونيه حديثه التكوين , إلا أن رايى الشخصى أن سبب نجاح العمليه هى إخلاص كل شخص فى عمله , إخلاص "الجمال" وإخلاص رجال المخابرات الذين عملوا معه , وقبل كل ذلك توفيق الله - سبحانه وتعالى


صورة رفعت الجمال فى رجولته بلا شك أن "رفعت الجمال" كان يشعر بالحنين كل يوم إلى أن يعود إلى مصر , ويحيا ما بقى له من أيام بإسمه وشخصيته وديانته الحقيقين بعيدا عن زيف حياة الجاسوسيه , إلا أن الواقع السياسى فى تلك الفترة الملتهبه لم يمهله ذلك , حتى أنه تقدم أكثر من مرة بطلب للمخابرات المصريه لإنهاء العمليه وعودته إلى مصر مرة أخرى , إلا أن ذلك كان صعبا للغايه , لأسباب تتعلق بتأمينه هو وزوجته وأطفاله من أى محاوله إنتقاميه من قبل إسرائيل فى حاله كشف أمرة .

والغريب أن فى كل مرة كانت المخابرات ترفض طلب "رفعت" كان يزداد نشاطه وحماسه للعمل بالرغم من أن التفكير المنطقى يدعوة لعدم العمل بجد حتى يفقد رجال المخابرات الأمل فى أن يمدهم بمعلومات هامه ويقرروا عودته , إلا أن تفانيه فى العمل يعطينا دلاله أنه كان يعمل لصالح مصر , لم يكن يعمل للمال أو للشهرة أو النفوذ , يكفى أن جنازته لم يسر فيها إلا عدد محدود من الأفراد , ويكفى أنه لم يصبح شهيرا إلا بعد وفاته أى أنه لم يكن يسعى لذلك على الإطلاق .

وقرر الهجان أن يكتب مذكراته , وأودعها لدى محاميه , على أن يتم تسليمها لزوجته بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد إستعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقه زوجها الذى عاش معها طوال هذة السنوات الطوال .كان على الطير أن يواصل التحليق إذن، بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر العمر جنسية (جاك بيتون)، ال****ي الإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال الألماني المحترم، الذي نجح في إقامة مشروع نفطي كبير في (مصر)، ظلّ يزهو به، حتى آخر لحظة في حياته، ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977م، ليعود أخيراً إلى (مصر)، التي عشق ترابها، وفعل من أجلها كل ما فعله..

وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث (رفعت الجمَّال) عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر1981م، وتفاقم حالته، ثم يبدي ارتياحه، لأن العمر قد أمهله، حتى أكمل مذكراته، وأن زوجته وابنه (دانيال)، وابنته بالتبني (أندريا) سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته، وطبيعة الدور البطولي الذي عاش فيه عمره كله، من أجل وطنه.



وقد كتب "الجمال" وصيه تفتح فى حال وفاته , وكان نصها كالتالى :
"وصيتى. أضعها أمانة فى أيديكم الكريمة السلام على من اتبع الهدى.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وهأنذا أقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أى أن تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية:
1- لأخى من أبى سالم على الهجان، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.
2- لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أراد
3- مبلغ... لشقيقتى العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة.
4- المبلغ المتبقى من مستحقاتى يقسم كالآتى:
نصف المبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتى شريفة، وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة.
- النصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتام بذلكك أكون قد أبرأت ذمتى أمام الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة
إنا لله وإنا إليه راجعون
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله "


ومهما نشر ال**** من قصص وأكاذيب , يكفينا فخرا أن عميلا مصريا واحدا إستطاع صفع إسرائيل طيله 18 عاما كامله من الخداع , ولا يسعنا بعد كل ما قرأناة وسمعناة إلا أن نقرأ الفاتحه ترحما على روح الفقيد "رفعت على سليمان الجمال" المصرى المسلم الذى إستطاع الوصول لعرين الأسد والخروج بسلام منه .



والى اللقاء فى قصه اخرى


عدل سابقا من قبل كابتن سعيد في السبت 2 يناير - 12:18 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Batata


Batata


انثى
عدد المشاركات :
2612

سجل فى يوم :
08/10/2009

العــــمـــــــر :
33

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
2732
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالجمعة 18 ديسمبر - 22:50

فى جنة الخلد ان شاء الله وانا قرأت الفاتحة
ربنا يرحمنا جميعا يارب

ومستنين الباقية
يا كابتن المنتدى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن سعيد


كابتن سعيد


ذكر
عدد المشاركات :
2174

سجل فى يوم :
04/04/2009

العــــمـــــــر :
34

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
2396
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالجمعة 18 ديسمبر - 23:17

ربنا يخليكى ياقمر
بس كابتن المنتدى كبيره عليا
دى بتاعت ابو المعاطى
هو الكابتن بتاعنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تويتى


تويتى


انثى
عدد المشاركات :
894

سجل فى يوم :
02/12/2009

العــــمـــــــر :
33

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
1010
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالأحد 20 ديسمبر - 17:28

تسلم ايدك يا كابتن
ومستنين مواضيع جديدة يا قمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن سعيد


كابتن سعيد


ذكر
عدد المشاركات :
2174

سجل فى يوم :
04/04/2009

العــــمـــــــر :
34

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
2396
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالأحد 20 ديسمبر - 20:13

ميرسى على المرور ياقمر
وان شاء الله فى جديد بس كل مقاله تاخد حقها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
teshoo_smsm

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vip10

teshoo_smsm


ذكر
عدد المشاركات :
1313

سجل فى يوم :
17/10/2009

العــــمـــــــر :
33

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
1458
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالخميس 24 ديسمبر - 14:41

شكرا ليك صديقي علي القصة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن سعيد


كابتن سعيد


ذكر
عدد المشاركات :
2174

سجل فى يوم :
04/04/2009

العــــمـــــــر :
34

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
2396
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالخميس 24 ديسمبر - 19:12

ميرسى على المرور تيشو
نورتنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن سعيد


كابتن سعيد


ذكر
عدد المشاركات :
2174

سجل فى يوم :
04/04/2009

العــــمـــــــر :
34

الفــرقــة :
  • الثالثة

مجــــ النقااااط ــــموع
2396
راديو وشات بورت سبورت http://www.port4sport.com/RadioChat-h3.htm
https://www.youtube.com/user/MahmoudOptions https://www.facebook.com/Physical.Education.Portsaid.1

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Vide
مُساهمةموضوع: رد: ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) ....... Emptyالسبت 2 يناير - 12:16

القصة الكاملة للعميل المزدوج جمعة الشوان .

بقلم / دكتور سمير محمود قديح

باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

لا ينافس قصة (رأفت الهجان) الشهيرة الذي زرعته المخابرات المصرية في قلب (اسرائيل) سوى قصة (جمعة الشوان) وهو عميل آخر وليس أخيرا تم تجنيده كعميل مزدوج اخترق جهاز المخابرات الاسرائيلي ومرح في جسده كيفما حلا له او حلا للمخابرات المصرية آنذاك, في تلك الفترة الناصعة من تاريخ الامة العربية في ذروة الصراع العربي الاسرائيلي .

جمعة الشوان او احمد الهوان, والثاني اسمه الحقيقي, ابن السويس الطيب يحكي للاجيال الجديدة محطات من اختراقه لجهاز المخابرات الاسرائيلية, حيث يكشف ان نشاطه كان بمعرفة ومباركة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. يكشف كذلك في حكايته المثيرة كيف وضع الموساد في طريقه 111 من اجمل الفتيات على اطباق حمراء لاغوائه وذلك قبل ان يغدق عليه الاموال طيلة عشر سنوات قضاها في اوروبا لكن رغم كل الاغراءات عجز الموساد عن شراء وطنية احد ابناء هذا الوطن الطيب الممتد من المحيط الى الخليج الذي اختار بدلا من الخيانة الطريق الاصعب وهو تضليل عملاء الموساد وايقاعهم في حبائل المخابرات المصرية شارعا في رسم ملامح ملحمته الوطنية الخاصة. في شقته بوسط القاهرة التي كانت غرفة عمليات لأقوى عملية تجسس مزدوج لصالح مصر.. كان اللقاء مع الشوان. بادرناه بالسؤال عن كيفية قيام المخابرات العامة المصرية بالكشف عن شخصيته بعد خداع عشر سنوات للموساد الاسرائيلي.. وكيف كان رد فعلهم؟ فأجاب: وكأنه مبرمجا.. بل لنتحدث عن البداية. يعتدل الهوان وكأنه يستعد للقيام بمهمة.. وتتغير ملامحه فيبدو مزهوا: البداية كانت هناك في السويس. بلد الشهداء والشجعان. نشأت في اسرة مكونة من سبعة ابناء واب وام كان ترتيبي الخامس بين اخواتي ومع انني لست الكبير.. الا انني تحملت مسئولية رعاية الاسرة مع ابي وانا في الرابعة عشرة وبعد حصولي على الشهادة الاساسية.. وفي فترة قصيرة اصبحت من الافراد الهامين في مجال اعمال الميناء والبحر, وعرفني الاجانب واختلطت بهم حتى تعلمت عدة لغات في سنوات قليلة, واطلق علي السوايسة في الميناء: الشاطر.. وكنت صاحب ومدير شركة سياحية ولم اكمل بعد عامي التاسع عشر. وبعد قرارات التأميم التي شملت شركتي تم تعييني رئيسا لقسم الاشغال براتب كبير في ذلك الوقت هو 48,75 جنيها مصريا. يتابع هذا الكلام هام جدا لمعرفة الخلفية التاريخية لقصة التجسس التي لا أتردد في وصفها برحلة الموت. المهم, لم اطق العمل الحكومي ورحت اجتهد حتى استطعت ان انظم عدة رحلات ترفيهية لاطقم السفن التي كانت ترسو على ميناء السويس, ومدها بالمواد التموينية.. ولكن الشركة فتحت فرعا في بور توفيق وعينوني مديرا لادارته. وحتى لا نطيل, فلنقفز الى يونيو 1967 وهذه الحرب الشرسة التي حولت السويس الى مدينة اشباح بسبب الغارات التي دمرت كل شيء واخذت في طريقها اللانش الذي بنيته بعرقي ودمي, ولم تترك سيارتي وبيتي. واصبحت لا املك شيئا, وكان التهجير, هذا اللفظ الذي مازال يرعبني ويتعسني حتى اليوم.. وفي القاهرة راحت الايام تقذف بي, وانا الهث وراء لقمة العيش دون جدوى.. وفي احدى الليالي وانا جالس محطم محبط تذكرت مبلغا من المال كنت ادين به لصاحب شركة البحر الاحمر في اليونان كنت قد امددته بقيمته مواد تموينية لاحدى سفنه, وكان مبلغا كبيرا 2000 جنيه استرليني. ويعيد الهوان الجملة بطريقة اخرى 2000 جنيه استرليني لدى الخواجه (باماجاكوس) في اليونان.. تستحق السفر.. فقد كان هذا المبلغ في ذلك الوقت ـ في عام 1968 ـ يساوي ثروة كبيرة يمكن ان يبدأ بها الانسان مشروعا ليس صغيرا. يلتقط الهوان انفاسه ويرشف قليلا من الماء ويستمر في الحديث: سافرت الى اليونان مع صديق لي.. ولم نكن نملك سوى 22 دولارا لكل منا 11 دولارا وهذا كل ما كان يسمح به للمصريين المسافرين للخارج وحين وصلنا اليونان وسألنا عن باماجاكوس كانت الصدمة.. انه ليس بالبلاد, ولكنه سيأتي بعد اسبوعين دارت بنا الدنيا, فما نملكه من مال لا يكفي (عيش حاف). وكنا نقيم في فندق متواضع. ولكنه التهم كل ما نملك في اقل من اسبوع وبعده سرنا نستدين من الفندق حتى يأتي الفرج ومعه (باماجاكوس) وكدنا نساق للشرطة التي هددتنا ادارة الفندق بها, وذهبنا هائمين على وجوهنا نبحث عن فتات العيش في القمامة, واذا بأحد الافراد يسألنا عن كوكايين, ووجدت الفرصة, فاشتريت اسبرينا وفلفلا ابيض وطحنتهما واعطيته هذا المسحوق الذي اشتراه بستمئة جنيه كانت كفيلة بأن ترد ديننا ونأكل منها حتى عودة الخواجة باماجاكوس, وبعد الاسبوعين جاء الخواجة الذي لطمني بقوله انه لا يملك المال لأنه تعرض لهزة كبيرة. فقد غرقت احدى سفينتيه, والاحوال ليست على ما يرام, ووعدني بأن يرد لي بعض الدين مع ضمان العمل على السفينة, ولم يكن امامي سوى الاستجابة ويستطرد الهوان: ما باليد حيلة..: وللأسف لم يوافق على الحاق صديقي بنفس العمل بل الحقه بعمل آخر.. وافترقنا ولم اره حتى اليوم.

هنا كانت بداية الرحلة.. والتجنيد؟!

- فعلا .... انطلقت السفينة حتى وصلنا الى بريستون في اول رحلة من اليونان وانا في العمل. واصدقك القول انني كنت سعيدا جدا لأنني طالما حلمت بالسفر الى اوروبا بلاد الاجانب الذين كنت اقابلهم كثيرا.. تعرفت على شاب يوناني على السفينة يدعى ديموس اصطحبني لشوارع بريستون بعدما رفض القبطان اعطائي اية نقود (لأنني حديث) على السفينة. فاعطاني ديموس عشرة جنيهات استرليني مقابل قيامي بالترجمة له اثناء حديثه مع الاجانب فلم يكن يعرف سوى اليونانية؛ وذهبنا الى احد البارات.. وجلسنا واذا بشاب اسمر يرمقني بطريقة ملفته.. لدرجة انني اعتقدت انني ربما اشبه احد معارفه, وقبل ان ابادره بالسؤال سألني عن اسمي في محاولة للتعارف فتعرفت عليه واعطيته بطاقة هوية مكتوبا عليها اسمي وعملي كمدير شركة ابوسنبل السياحية, فأبدى الشاب مزيدا من الاهتمام وسألني ولكن ماذا تفعل هنا, فقلت له بقليل من الحرج: حال الدنيا فانا عامل على احدى السفن اليونانية, فاستنكر الشاب هذا وعرض علي وظيفة بـ الف جنيه استرليني مع الاقامة والطعام باحدى الشركات وودعني على امل اللقاء في اليوم التالي. يقول الهوان: لم اذق طعم النوم في هذه الليلة ورحت انسج من خيالي قصصا.. اذ ان مبلغا كبيرا كهذا كفيل بأن يعيد اليّ كل ما فقدت من ثروة ومركز. وفي الصباح الباكر اسرعت الى ديموس ليصحبني الى نفس البار لنلتقي بالشاب الاسمر الذي لم يأت رحت انتظر ساعة وراء ساعة دون جدوى.. واثناء شرودي واحباطي اذا بالجرسون يقدم لنا كأسين من الويسكي واشار بيده الى فتاتين تجلسان على المائده المجاورة.. احداهما ذات جمال, لا يوصف لم اره من قبل, ولكنني قرأت عنه فقط.. قرأت عن الحوريات وهي قطعا منهن.. ابتسمت لي واشارت بكأسها ولكنني لم اكن اشرب الخمر, ولم اكن في حالة نفسية على ما يرام كما انني لم اكن املك سوى عشرة جنيهات استرليني لا تكفي لشيء, وحين لمحت (الفتاتان عدم شربي الويسكي انتقلتا للانضمام لمائدتي ومعي ديموس, قالت الاولى انا (جوجو) وصديقتي (ماري) وسألتني لماذا لا تشرب هذه دعوة.. فقلت لها ولكنني لا املك ما ادعوك عليه.. فاطلقت ماري ضحكة عالية وقالت هذه جوجو ابنة اشهر رجل اعمال ومليونير في مانشستر, وانا امتلك اربعة محلات سوبر ماركت.. قلت لها بحمية الشرقيين ولكنني لابد ان اقدم لكما الشراب.. فتدخلت (جوجو) بخفة تخلب العقول لنخرج من هذا المكان.. ولكن قبل ذلك لننزل الى الدور الاسفل. ذهبت معها انا وديموس.. واذا بي ارى الشاب الاسمر الذي تجاهلني تماما.. ورأيته يعطي جوجو حقنة مخدرات.. فاقتربت منه وسألته, ولكنه اسرف في تجاهله لي.. مما اشعرني بدهشة وغيظ في نفس الوقت.. وفي هذه الاثناء جذبتني جوجو من يدي بعدما وضعت في جيبي كمية من النقود لم اتبين عددها, وقالت بضحكة عالية: حتى لا تغضب, يلتقط الهوان انفاسه ويقول اذا حكيت الاحداث التي مرت بنا وجوجو منذ هذا اللقاء لا تكفي الدفاتر ولكن باختصار.. تطورت العلاقة بيننا وصارت قوية جدا لدرجة انها عرضت عليّ الزواج.. بل حددت موعدا للقاء مع والدها في مانشستر, واحضرت لي حقيبتين مليئتين بأفخر الملابس منها بدلة انيقة تليق بلقاء مليونير وعلمتني اصول البروتوكول في مثل هذه المناسبات. لم تستغرق مقابلتي لأبيها اكثر من نصف ساعة كانت الخلاصة انه موافق من حيث المبدأ على الزواج شريطة ان تقيم معه في فيلته وان اعمل باحدى شركاته براتب شهري الف جنيه استرليني.. فكان عليّ ان اقول انني متزوج ولدي ابنة وابن فقال ومن قال لك انك ستتركهم, سوف ترسل لهم نقودا وكل ما يحتاجون اليه.. يضحك الهوان بسخرية قائلا: كم كان كريما!! ويكمل حديثه: ثم سألني والد جوجو عن اتجاه السفينة التي اعمل عليها قلت له الى روسيا ولكنه قال: بل الى كوبنهاجن, وكم اندهشت حين اتجهت السفينة فعلا الى كوبنهاجن. وهناك وجدت جوجو تنتظرني على رصيف الميناء, واخذتني لنقضي الوقت معا حتى ابحار السفينة, وفي كل رحلة كانت تكرر الحكاية تماما, كل ميناء اصل اليه اجدها في انتظاري ونقضي اليوم معا. حتى وصلنا في احدى المرات الى ميناء بلفاست بأيرلندا الشمالية وكانت مشتعلة بالحرب الاهلية ومحظور التجول في شوارعها. فلم ابرح السفينة وشوقي الى جوجو يكاد يقتلني فاهتديت الى الاتصال بها تلفونيا. واذا بصوت يأتيني قائلا: انا شقيقة جوجو.. لقد ذهبت الى امريكا للزواج (يتلون وجه الهوان وكأنه يسترجع الحوادث وردود افعالها ايضا ومشاعره) ويقول بصوت هادئ: لقد دارت الدنيا بي فلم ابال بالبرد القارس وقفت على ظهر السفينة كالمجنون لماذا خدعتني. لماذا كان ابوها متجاوبا واعطاني هذا الامل الكبير.. ولم اشعر بنفسي الا وقد اصابتني الحمى.. حمى البرد والحزن.. ولم افق من غيبوبتي إلا بحقنة الطبيب.. وصوت جوجو وصورتها أمامي بشحمها ولحمها, وقالت معتذرة: هذه السيدة ليست شقيقتي بل صديقة وقد أخطأت, ولكنني لم أصدقها إلا حين صممت على مغادرتنا السفينة والذهاب رأسا لعقد قراننا.. صدقتها وقمت من فراشي سعيداً وقضينا اليوم معاً.. ثم اعادتني إلى السفينة وقالت لي: سوف تتجه السفينة إلى بلجيكا وهناك سنلتقي على الرصيف وإذا لم تجدني سنلتقي في اليوم التالي في هذا البار وأعطتني بطاقة بالاسم والعنوان. .. يبلل الهوان ريقه بقليل من الماء ليستكمل الحديث: شعرت في ذلك الوقت أنه لابد من الارتباط بجوجو التي أحببتها جداً ولم أستطع الاستغناء عنها وكان قراري الذي عقدت العزم عليه هو الزواج والاقامة معها بمانشيستر كما قال والدها.. وصلت السفينة إلى بلجيكا؛ ولكنني لم أجد (جوجو) على الرصيف كما عودتني دائماً وتذكرت اننا سنلتقي في اليوم التالي في البار... بحثت عن البطاقة المكتوب عليها العنوان.. رفعتها بحنان ورفق ووضعتها تحت الوسادة.. وفي الصباح الباكر ذهبت إلى هناك ورغم أن الموعد كان عصراً.. رحت استحلف الساعة أن تمر.. وتسكعت في الشوارع حتى جاء الموعد.. طرت إلى البار ابحث عن جوجو كطفل يبحث عن أمه.. وكانت الصدمة حين لم اجدها.. ومرت الساعات وأنا أكاد افقد عقلي.. ولأول مرة اطلب خمراً لأشرب لعلني أنسى هذا الشعور المميت بالاحباط والتعاسة والحزن, وفي هذه الاثناء إذا بالمقعد يهتز بسبب اصطدام, أحد الشباب به والذي راح يعتذر لي مسرفاً في أدبه.. فاندهشت لأن ما حدث لا يستحق كل هذا الاعتذار.. ولكنه بادرني بالقول وبطريقة فيها من الود ما زاد من دهشتي: أنا وصديقي راهنا عليك.. صديقي قال أنك من باكستان.. قلت له تخسرا انتما الاثنين فأنا من مصر... فضحك وقال اذن أنت الرابح فهيا لتأخذ ماربحت فسألته على أي شيء كان الرهان, قال: على سهره حمراء. يتابع الهوان: أعرف أن في الحديث بعض الاحراج, ولكنه أسلوب الموساد في اصطياد فرائسه: ـ المال والنساء بمعنى أدق, وأنا شاب وقتذاك في الثالثة والعشرين.. ويستطرد الهوان: لا أحد يصدق أن ما قدمه لي الموساد من نساء طوال سنوات عملي معهم وصل إلى 111 فتاة كانت جوجو أقلهن جمالاً

وهل ذهبت معهم؟


ـ طبعاً بعدما تعارفنا حيث قال لي: أنا جاك وصديقي أبراهام واعطيتهما نفس البطاقة التي أحملها بأسمى ووظيفتي كمدير لشركة أبي سنبل السياحية. وتحدثت معهما عن ظروفي وكيف وصل بي الحال لعامل على إحدى السفن اليونانية, فبادرني جاك بعرض لم يخطر على بال أحد حيث قال لي: أبي يمتلك شركة للحديد والصلب وأنا مديرها العام.. فما رأيك بوظيفة في هذه الشركة براتب خمسة آلاف جنيه استرليني شهرياً.؟ يضحك الهوان قائلا: كان هذا العرض طبعاً كفيلا بأن يجعلني أقع مغشياً علي, وأن ينسيني جوجو وما حدث منها, واتفقنا على اللقاء في اليوم التالي للاتفاق على التفاصيل ووضع الاتفاق في الصيغة النهائية وكيفية التخلص من العمل على السفينة والحصول على جواز سفري للالتحاق بالعمل الجديد. وفي اليوم التالي وجدتهما على الرصيف الذي ترسو عليه السفينة فاستضفتهما, وأثناء انشغالي بغسل أكواب القهوة لمحت ابراهام يضع يده في جيب البالطو الخاص بي.. تجاهلت الموقف وكأنني لم ألحظ شيئاً ومضيت في استضافتهما, ثم دعيانني على العشاء في أشهر مطعم.. وهناك أصر على جلوسي في مكان على المائدة في مواجهة فتاة جميلة جداً.. أخذت هذه الفتاة تغازلني بشكل جريء.. ولكن حيائي منعني من النظر إليها, ويضحك الهوان قائلاً: لكن (أزاي) فقد كانت في مواجهتي تماماً... وهنا تدخل جاك وسألني فاشرت إلى الفتاة, فأشار علي أن ادعوها للانضمام إلينا, وفعلا قمت لأدعوها, وانضمت إلينا, وفي أثناء انشغالي بها إذا بجاك يبشرني بموافقة الشركة على انضمامي للعمل بها شريطة أن تكون هناك ضمانات خاصة بي مثل مستندات شركة السياحة... ولكنني أجبته موضحاً أن الحرب أتت على كل شيء ولولا هذا ما كنت هنا أصلاً.. وقلت له: كل ما أملك هو جواز سفري وليس معي بل مع القبطان, فقال جاك يمكن أن يضمنني لدى الشركة ولكن بشرط أن أكتب أسماء وعناوين وتلفونات أقاربي, وبعد ذلك أفتعل مشاجرة على ظهر السفينة حتى تتدخل الشرطة ويتم فصلي واستلم جواز السفر.. ثم يتم تدخل جاك وأبراهام لاستلامي من الشرطة.. يقول الهوان موضحاً: هكذا كانت خطتهم التي رسماها ونحن نتناول العشاء.. وبعد الانتهاء من العشاء أشار على أبراهام اصطحاب الفتاة التي تعرفت عليها ـ وكانت تدعى راشيل ـ وذلك لقضاء الليلة في أحد الفنادق الكبرى وقد تم حجز جناح لي وطلب مني أن أكتب أسماء وعناوين أهم الشخصيات من الأقارب والمعارف وأتركها مع راشيل.. * أتدخل بالسؤال: وهنا ألم تلحظ أن هناك شيئاً غريباً؟ ـ ويستكمل قائلاً: طبعاً الضوء الأحمر بدأ يضيء داخلي وبدأت الشكوك والاستفسارات العديدة تقفز إلى ذهني: ما هي علاقة الضمانات بأسماء وكبار الشخصيات من الأهل؟ وما علاقة جوجو بهذا المكان الذي أعطتني عنوانه والتقيت فيه بأبراهام وجاك؟ ولماذا حاول ابراهام أن يتسلل بيده في جيب البالطو الخاص بي؟ وما قصة هذا العمل والعرض المغري المفاجئ؟ وأخيراً لماذا طلبوا مني أن اترك الأسماء مع راشيل وهي التي من المفروض ان تعرفنا عليها بالصدفة. * كيف تصرفت وما رد فعلك؟ ـ جلست على منضدة صغيرة وبدأت في كتابة أسماء حقيقية عن عائلتي ومعارفي وتعمدت كتابة أسماء بعض العسكريين من بينهم لواء يشغل مركزاً مرموقاً بإحدى محطات الصواريخ المصرية وتركت الورقة مع راشيل وعدت إلى السفينة وأنا على يقين من أنني وقعت فريسة لإحدى دوائر التجسس أو أجهزة المخابرات وطبعا لم أكن أعرف ولم أسمع عن شيء اسمه (الموساد) ولكن كل هذه الأحداث وأسماء ابراهام وجاك تشير إلى أنهم يهود..

ألم يكن أمامك فرصة للهرب؟

ـ إلى أين أهرب والغربة صعبة.. ثم أن جواز سفري مع القبطان ولابد حتى أعود لبلدي أن أحصل على الجواز, ولم يكن أمامي إلا تنفيذ ما اتفقت عليه مع ابراهام وجاك, وصعدت إلى ظهر السفينة وافتعلت خلافاً مع أحد أفراد الطاقم وضربته ضرباً مبرحا, ولكن القبطان الذي كان يحبني لم يستدع الشرطة, ولم تفلح الحيلة, فسألت القبطان مباشرة أن يسلمني جواز سفري لأتمكن من مغادرة السفينة. ولكن أجابني بأن السفينة ستتجه إلى النرويج وهناك سيكون البديل ويمكن أن تتسلم جواز سفرك.. هكذا قال لي القبطان, وذهبت محبطاً لاحكي لأبراهام وجاك. فقال ابراهام ان السفينة ستتجه إلى الدنمارك.. وهنا بدأت شكوكي تتحول إلى يقين عندما رست السفينة في أحد موانئ الدنمارك. وهناك نزلت إلى رصيف الميناء لأجد ابراهام يستقبلني بحرارة, وأخبرته أن القبطان قال لي أن البديل لم يتوفر فأخرج ابراهام من جيبه خطابا عليه طابع مصري بخاتم مصري ومكتوبا عليه اسم الراسل (أم الهوان) يقول الهوان: أدركت الخدعة وأخذت الخطاب وذهبت إلى القبطان منهاراً وقلت له أمي بين الحياة والموت ولابد أن أسافر لأراها... ويستدرك الهوان قائلاً: أمام هذه الحالة الانسانية وافق القبطان على تسليمي جواز سفري والسماح لي بمغادرة السفينة. وما أن امسكت بالجواز حتى طرت إلى ابراهام, وفي إحدى السيارات قريباً من الميناء جلسنا وهنأني على تسلمي جواز سفري وفوجئت به يخرج من جيبه لفة نقود. قلت له.. ما هذا.. قال خمسة الاف استرليني راتب شهر مقدماً.. وطلب مني أن أستقل القطار من كيلي إلى بريمن.. وهناك ـ الكلام لابراهام ـ ستجد في مواجهة محطة القطار فندق كولومبس وجناحاً محجوزاً باسم مسيو عبدالرحمن.. انتظرني هناك... ويمضي الهوان في كلامه قائلا: ودعني ابراهام وخرجت ابحث عن سيارة أجرة تصحبني لمحطة القطار فوجدت سائق تاكسي يقف أمامي ويسألني عن وجهتي فقلت إلى محطة القطار فعاد وسألني إلى أين ستسافر قلت له إلى بريمن فقال ماذا لو أوصلتك مقابل مائة دولار, وكنت أعرف أن تذكرة القطار قيمتها 120 دولارا فوافقت, وفي الطريق راح يدعوني على مشروبات ومأكولات بأكثر من مائة دولار.. ولم يكن هناك أدنى شك أن هذا السائق تابع لأبراهام. ويمضي الهوان في سرد الأحداث وصلت الفندق وسألت عن الجناح المحجوز لي باسم مسيو عبدالرحمن, فاصطحبني عامل الفندق إلى جناحي وإذا بي لا أجد أي أثاث وقبل ان أبدي دهشتي وجدت العامل يمسك بريموت كنترول ويقوم باخراج الاثاث من الحائط.. ويقول الهوان: رغم انبهاري الشديد إلا أن التوتر كان مسيطرا على كل حواسي من هذا المجهول الذي ينتظرني.. وعدم تمكني من الفكاك مما وقعت فيه.. ويكمل الهوان: في اليوم التالي استيقظت على طرق ابراهام وجاك على باب غرفتي ومعهما العامل يحمل ما لذ وطاب من طعام.. فاستقبلتهما بشعور غريب جداً ولكنني حاولت جاهدا أن أكون طبيعياً.. ورحنا نتناول الافطار ولم أستطع منع نفسي من الشرود.. الذي قطعه جاك بقوله بالعربية الركيكة: (عشان يبقى فيه عيش وملح) رغما عني لم أستطع التجاوب معه بل ذهبت بفكري الى السويس حيث القتلى والخراب والدمار ووجدتني اقول في نفسي عيش وملح معكم يا سفاحين! كيف ومرة اخرى يقطع شرودي ابراهام الذي بادرني بالقول: لابد أنك تفتقد الاسرة وهنا افقت وخشية ان يقرأ احدهما افكاري.. قلت له متصنعا الاسى: فعلا وحشوني قوي فهذه اول مرة ابعد عنهم.. فتدخل جاك قائلا: سوف تراهم يا هوان, وقبل ان ابدي دهشتي او اتساءل كيف اكمل قائلا: انت تعرف اننا نمتلك شركة للحديد والصلب ونرغب في افتتاح فرع لها في مصر.. وستتولى انت ادارته, نريدك ان تفتح مكتبا في ارقى شوارع القاهرة بطاقم سكرتارية يجيد اللغات.. كما تعلم فان الراتب الشهري خمسة الاف استرليني ومصاريف للمكتب ألف استرليني للعام كله..

* وكيف استقبلت هذا العرض؟

ـ كنت انتظر منهما الافصاح عن حقيقتهما, ولكن الذي حدث انهما لهم يعطياني فرصة لمجرد التعليق اذ راحا يتكلمان بشكل متواصل كل واحد يلتقط من الاخر الكلمة ويكمل.. فبعدما تحدث جاك عن مكتب القاهرة.. تدخل ابراهام قائلا هناك العديد من السفن المحتجزة في البحيرات سيتم بيعها في مزاد علني عالمي.. نريد كل شيء عن هذه السفن, الاطوال والاحجام, وما تقوم بشحنه. وكل التفاصيل الخاصة بها.. لاننا ننوي الدخول في المزاد وشراءها, والتقط جاك الكلمة مشيرا الى حقيبة وقال: في هذه الحقيبة (185) الف دولار مصاريف فتح المكتب وتأثيثه, كما اشار الى حقيبتين كبيرتين قائلا: وهذه الحقائب بها ملابس وهدايا لزوجتك وابنائك, واختتم جاك كلامه قائلا: هل أنت مستعد للقيام بأول مهمة فمسألة السفن هامة جدا.. اجبته متظاهرا بالزهو والسعادة: يا عزيزي بالتليفون تكون كل التفاصيل لدي منطقة القناة كلها تحت امري. * يصمت الهوان برهة مسترجعا تلك الاحداث, فابادره بالسؤال: هل تحاول التذكر!؟ ـ يطلق الهوان ضحكة كلها مرارة ويقول: كيف انسى؟! ان هذه الاحداث التي مر عليها اكثر من ثلاثين عاما لم تتركني لحظة, بل لم انس منها اي تفصيلة وكأنها حدثت بالامس.. ويعتدل الهوان في جلسته ويسترسل مستكملا ما حدث قائلا: لقد تركاني ـ يقصد ابراهام وجاك ـ يومين لانعم باجازة اقضيها في مرح وسهر.. ولكنني لم انعم حتى بنوم هادئ لدقائق فقد بات كل شيء واضحا وضوح الشمس. في اليوم الثالث حضر ابراهام وجاك واوصلاني للمطار وقالا لي سنراك في فرانكفورت حيث ترانزيت الطائرة.. وفعلا وصلت الطائرة لمطار فرانكفورت وهناك تقابلت معهما ليبديا مزيدا من التأكيد والاهتمام على مهمتي

ويستدرك الهوان قائلا: لقد كانت رحلتي من فرانكفورت الى القاهرة من اسرع ما يمكن فقد شرد ذهني وراحت تتراقص امامي العديد من الاحداث متشابكة معقدة بداية من السويس وايام الرغد قبل الحرب, ثم هذه الحرب المدمرة وهؤلاء الصهاينة المتوحشون الذين اتوا على كل اخضر ويابس وقتلهم الاطفال والنساء قبل الرجال.. وفي غمرة تفكيري وشرودي سمعت المضيفة تعلن عن وصول الطائرة لمطار القاهرة وتطلب ربط الاحزمة.. ولم أكن اصلا فككت هذا الحزام منذ ركوب الطائرة. نزلت من الطائرة مسرعا.. وفي الدائرة الجمركية تم تفتيشي وتفتيش حقائبي.. والغريب انهم لم يجدوا الـ (185) الف دولار فقد قام ابراهام باخفائها بطريقة جهنمية. استقليت (تاكسي) من المطار واسرعت لاولادي وزوجتي الذين جمدتهم المفاجأة السعيدة بقدومي دون اخبارهم مسبقا.. وفي اليوم التالي زرت ابي وامي في الصعيد حيث استقروا فيه بعد التهجير, وكنت اشعر بالعبء الثقيل الذي احمله على صدري, ورحت افكر كيف اتخلص من هذا العبء الجاثم فوق قلبي ويشل تفكيري حتى اهتديت الى الاجابة: لابد من الذهاب الى الزعيم الاب فحتما هناك سأجد الراحة والامان والسكينة ـ وقبل ان اسأله عمن يقصد.. قال: جمال عبد الناصر طبعا.. ولكن المشكلة الكبرى كانت.. كيف اصل؟! وقضيت ليلة مؤرقة, لم يغمض لي جفن.. افكر في السبيل الى الرئيس.. حتى اهتديت الى فكرة ربما افلحت, وهي الذهاب الى مبنى المباحث العامة وفي الصباح الباكر اخذت الحقيبة ذات الـ (185) الف دولار وذهبت الى احد المقاهي وسألت عن مكان المباحث العامة وعرفت انها بوسط المدينة وهناك على البوابة سألت عن رئيس المباحث العامة.. وبالطبع لم يكن الوصول اليه سهلا.. بل استغرق ساعات حتى سمحوا لي بمقابلته, وهناك سألني ماذا تريد؟ قلت له اريد مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر فضحك ساخرا وامطرني سبابا ولماذا؟ فتمالكت نفسي وقلت له لدي معلومات تهم البلد اريد ان ابلغها لسيادته شخصيا. فقال الضابط الكبير وهل الرئيس متفرغ لامثالك.. قل لنا ماهي هذه المعلومات وسوف نتصرف فأصريت على موقفي.. فما كان من رئيس المباحث الا ان سلمني لمرؤوسيه ليقوموا بالواجب معي.. ويضحك الهوان بأسى قائلا: وامضيت معهم ثلاثة ايام في ضيافتهم.. ولم انطق سوى بكلمتين: اريد مقابلة الرئيس.. حتى أعياهم ألحاحي واصراري فاتصلوا بمكتب الرئيس وكان رئيسه وقتذاك سامي شرف, فطلب منهم ارسالي للرئاسة, فذهبت في حراسة من المباحث ومعي الحقيبة التي لم يكتشف احد ما فيها, وهناك سألني سامي شرف عن سبب طلبي الملح في مقابلة الريس, فأجبته لقد حاولوا معي ثلاثة ايام بلياليها ولم اقل شيئا.. واذا حاولت سيادتك ثلاث سنوات لن أقول شيئاً الا امام الرئيس فذهب شرف للرئيس جمال عبدالناصر يستأذنه في مقابلتي.. وجاءني شرف ليقول باحترام تفضل يا سيد هوان.

دي قصة جمعة الشوان ... أشهر الجواسيس المعروفين لحد الآن من بعد رأفت الهجان طبعا. و الجديد أنه هو اللي بيروي قصته كاملة ... و ان شاء الله تعجبكم و تفيد الكل و تكون مسلية و مشوقه و بعيدة عن الملل

الشوان يروي محطات اختراقه للموساد

عبدالناصر اعطاني رقم هاتفه الخاص واحالني الى المخابرات


تابعنا من قبل كيف استدرج الموساد الشوان في اوروبا ومحاولة اغرائه بالاموال والنساء, ثم قراره بالعودة الى مصر ولقاء اكبر المسئولين فيها يكشف لهم كل شيء ويضع نفسه تحت تصرفهم. وفي هذه الحلقة يواصل الشوان وصف لقائه بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي اعطاه رقم تليفونه الخاص مباركا بدء عملية الخداع للموساد قبل ان يحيله الى جهاز المخابرات المصري الذي شرح له قواعد اللعبة الجديدة. يحكي الشوان كذلك عن تدريب المخابرات الاسرائيلية له على العمل بالحبر السري وباقي الشيفرات الخاصة في المراسلات بينهما... لنتابع

يقول الهوان انه عندما وصل الى مدير مكتب عبدالناصر للمعلومات سامي شرف وطالبه بمقابلة عبدالناصر قام شرف باستئذان الرئيس في المقابلة فوافق وهنا استأذن سامي شرف الهوان في تفتيش الحقيبة التي كان يحملها معه وبداخلها الدولارات ويضيف الهوان: وافقت على تفتيش الحقيبة. فقد كنت اعرف جيدا انه لن يستطيع الحصول على شيء لأن المباحث قامت بتفتيشها اكثر من مرة ولم تفلح في العثور على النقود, وبالفعل لم يجد سامي شرف شيئا فأعطاني الحقيبة ودخلت لمكتب الريس. يتلون الهوان وكأنه عاد لهذا اليوم وتلك اللحظة ـ ويكمل قائلا: فوجئت بنفسي امام الريس جمال عبدالناصر بشحمه ولحمه بيعدا عن الصور المعلقة على الجدران فتلعثمت وكادت انفاسي تنقطع, ولاحظ الريس ذلك فوضع يده على كتفي مهدئا وقال مرحبا: اهلا يا سيد هوان, وطلب لي عصير ليمون وله فنجان قهوة, وكنت في امس الحاجة لهذا العصير حتى ألملم نفسي وارتب افكاري ـ يكمل الهوان كلامه وقد تحشرج صوته بالبكاء ويستدرك قائلا لم انس هذا اليوم في حياتي, ولولا هذه المقابلة ما كنت قمت بأي عمل, فقد كانت هذه المقابلة دفعة قوية لي. اقاطعه: وماذا حدث في هذه المقابلة؟ اقصد ما الحوار الذي دار بينكما؟ * يستمر الهوان في انفعاله, ويزيد, واذا به يجهش بالبكاء قائلا: الا تعرفي ماذا حدث لي عندما سمعت نبأ وفاة الريس؟! رغم انني اتلهف على معرفة ما حدث في مقابلة الريس, الا انني امام انفعاله وبكائه الحار وجدتني اقول باستسلام: ماذا حدث؟

* كنت في امستردام في احد الفنادق الفاخرة وجاء الخبر على التلفزيون ولسوء حظي كان هناك اعداد من السائحين الاسرائيليين الذي راحوا يحتفلون بهذه المناسبة باقامة حفل كرنفالي وانا معهم واخذت في الشرب والضحك لدرجة البكاء, وفي الحقيقة كنت ابكي بجد بل كان قلبي يتمزق, فموت عبدالناصر كان بالنسبة لي موت مصر بأسرها, وكان علي ان اتصنع السعادة, وفي اول فرصة للافلات منهم اسرعت الى غرفتي بالفندق وفي احد الاركان رحت في بكاء حار تحت ملاءة خشية ان يراني احدهم لدرجة انني مزقت باسناني الملاءة. ويستدرك الهوان باكيا: لقد مات الاب, ومات الرمز ـ لا انكر ان الهوان جعلني انفعل معه, فحاولت التماسك حتى لا يضيع منا الحديث, طلبت كوبين من الشاي حتى يهدأ, وعدت لسؤالي: ماذا تم عندما قابلت الرئيس عبدالناصر؟ بصعوبة يحاول الهوان التماسك قائلا: قصصت على الريس كل ما حدث بداية من السويس, مرورا باليونان حتى محطات اوروبا المليئة بالاحداث ثم قدمت له الحقيبة مؤكدا ان بها (185) الف دولار.. مشيرا الى ما حدث في المباحث وكيف فشلوا في العثور على المبلغ رغم تفتيشها مرات عديدة, فطلب مني الرئيس ان افتحها كما علموني ليشاهد بنفسه كيف تم الاخفاء. ثم سألني ولماذا لم تفتحها للمباحث فقلت له لاقدمها لسيادتك فلم يكن ببالي ان اصطدم بالمباحث... فضحك الرئيس ووضع يده على رأسي قائلا بصوت حنون: لا تغضب فهذه المباحث العامة ثم قال ـ رحمه الله ـ سأرسلك الى رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.. لان ما حدث معك بالفعل شغل موساد.. وأوصاني ان اقص عليهم كل شيء كما فعلت معه. وودعني بعدما شكرني على موقفي مربتا على كتفي بحنان الأب مؤكدا على عدم اغفالي اي تفاصيل ثم اعطاني رقم هاتفه الخاص وقال اذا اردت اي شيء فاتصل بهذا الرقم وساكون قريبا منك.. ولا تنس ان مصر بحاجة إلى امثالك.. وتدمع عين الهوان ـ ويقول بصوت متحشرج: هذه الكلمة وحدها هي التي جعلتني اصمد كل هذه السنوات.

اسأله: لمن ارسلك الرئيس؟ للمخابرات العامة المصرية طبعا.

ويمضي الهوان في الحديث قائلا: ذهبت من الرئاسة بسيارة خاصة الى مبنى المخابرات العامة بكوبري القبة وهناك طلب مني الضابط ان اكتب كل ما حدث لي بالتفصيل.. فجلست لساعات اكتب كل شيء.. ثم طلب مني ان اقص كل شيء.. وبالفعل اعدت ما كتبته بالتفصيل ثم سلمت الحقيبة الملىئة بالدولارات وصور جوجو وخطاباتها وثلاثة عناوين كان ابراهام اعطاها لي في النمسا, والمانيا, ولندن لارسل على احدها خطاباتي ثم طلب مني الضابط المصري عنواني وعناوين اسرتي.. ووعدني بلقاء بعد اسبوع. ويضيف الهوان قائلا: لاول مرة اشعر بالراحة وان حملا ثقيلا ازيح من على صدري ويكمل الهوان الحديث قائلا: عدت للمنزل بعد غياب ثلاثة ايام لاجد زوجتي قد اخذت الاولاد وسافرت الى الصعيد عند ابي لتسأل عني وهي في قمة القلق, فذهبت على الفور الى هناك لاتعلل لهم بانني ذهبت الى السويس بعد الحصول على تصريح ثم ذهبت الى الدقهلية لتوصيل خطابات خاصة باصدقائي من اوروبا.

ـ وقبل ان يسترسل الهوان في التفاصيل بادرته بالسؤال عن موعده مع المخابرات وماذا تم هناك؟

* قال الهوان: ارتديت افخر ملابس وذهبت مسرعا الى سراي القبة وغادرت التاكسي بعيدا عن مبنى المخابرات ثم تسللت بعدما تأكدت تماما عدم وجود اي عيون ورائي, وفي مكتب احد القيادات الكبيرة جاءني صوت الضابط الكبير بتودد كيف حالك وحال فاطمة والاولاد والعائلة.. ثم قال لي بصوت قاطع هل تعلم ان مهمتك صعبة ولابد ان تكون قادرا عليها والا فلتصارحني من اولها. يقول الهوان: وجدني اقول بحماس سأفعل اي شيء من اجل مصر فطلب مني ان ابدأ فورا في البحث عن مكتب كما طلبوا مني .. وبالفعل خرجت من مبنى المخابرات الى وسط البلد وبحثت عن شقة فاخرة في عمارة راقية وبالفعل وجدت شقة في احدى العمارات الشهيرة في القاهرة وافتتحت المكتب وقمت بتأثيثه بأفخر الاثاث واطلقت على المكتب شركة (تريديشن) . وقمت باختيار طاقم من السكرتارية التي تجيد العديد من اللغات.

ـ وفيما كان نشاط الشركة؟

* يضحك الهوان بطفولية قائلا: بالطبع لم يكن هناك نشاط, وحتى لا يكتشف احد انها شركة وهمية قمت بتفريغ اسماء وعناوين وتليفونات السفارات الاجنبية بالقاهرة وطبعت مجموعة من الفواتير تحت دعوى انها فواتير نقل عفش السفارات, وقمت بتوزيع هذه الفواتير على العاملين بالمكتب لملئها .. ثم كنت اقوم بجمعها لحرقها بالمنزل, ويضيف الهوان: واستمريت على هذا الوضع حوالي عشرين يوما حتى جاء موعدي مع الرئيس زكريا او الضابط المصري الكبير وكان اسمه (الحاج احمد) وهناك طلب مني ان ابعث بالرسالة الاولى.

ـ وماذا كتبت؟

* نصها كان كالآتي: اخي العزيز / محمد سليم بعد التحية الطيبة التي ابعث بها من قلب مصر, وبعد ان اطمئنك على جميع الاهل والاقارب والاصدقاء, واتمنى ان تكون بصحة جيدة, والحقيقة يا صديقي ان الحياة هنا صعبة وحالة السوق لاتدعو للطمأنينة فكما انت تعلم لم اجد حتى الآن فرصة عمل لذلك اتمنى ان تبحث لي عن فرصة عمل لديكم وتبعث لي بالتذكرة واي مبلغ مالي يساعدني على الوصول اليكم .. على فكرة يا محمد الاهلي هزم الزمالك و جماهير الزمالك على المقهى لايحضرون جلساتنا اليومية بعد هزيمتهم الاخيرة.


تحياتي واشواقي وقبلاتي اخوك .. احمد الهوان ثم كتبت على الرسالة عنوان ابراهام في لندن

ـ وما معنى هذه الرسالة؟

* تعني انني قمت بتأثيث المكتب واصبح جاهزا للعمل.

ـ وهل جاءك رد؟

* بعد عشرة ايام جاءني الرد من محمد سليم وتذكرة باخرة ومئة دولار في رد الرسالة يقول محمد سليم ـ وهو ابراهام ـ لقد وجدت لك فرصة عمل ونحن في انتظارك.

ـ وماذا فعلت؟

* بالطبع ذهبت الى الحاج احمد بالمخابرات واعطيته الخطاب فراح يشرح لي ابعاد اللعبة, وطمأنني ان كل شيء يسير وفق مايريدون وطلب مني ان اسافر بعد تجهيز اوراقي بنفسي دون الاعتماد على المخابرات حتى يسير كل شيء طبيعيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ناس ....بس جامده جدا !!!!!((القصه التانيه؛جمعه الشوان )) .......

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
..:: موقع طلبة وخريجي تربية رياضية جامعة بورسعيد ::.. ::  :: الشعر والادب والفنون - Poetry & Literature :: الشعر والقصص والروايات-
©phpBB | انشاء منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع